Wednesday, July 4, 2007

إشعار بالموت

الساعة نهار غائظ جلس الي جانبها بالصف الثالث من القاعة المكتظة ، نفس المكان وبنفس هيئة الجلسة منذ أن انتقلا الي هذه السنة الدراسية ، هي الي النافذة المطلة علي الفناء الشمالي للكلية في محاولة لاصطياد ماقد يعلق بالجو من أوكسجين خوفاً من نوبات الربو التي تعاودها وهو الي يسارها مبتعداً عنها قليلاً في جلسته - في ورع فطري - متوجهاً بجسده تجاهها ، يده اليسري مستندة الي الطاولة و يمينه الي قائم الكنبة ، يتجاذبان حديثاً هادئا وودوداً ، تناولا كل تفصيلة يمكن أن يخطط لها أي شريكي مستقبل لقتل الوقت الممل الفاصل بين المحاضرتين ، دخل المحاضر دون ان ينتبها لدخوله لكن اخرجهم من لحظة تداعيهما الحالمة ضجيجاً عم القاعة احتجاجاً علي ورقة الامتحان المفاجئ الذي قرره المحاضر في عادة درج عليها بين الفينة والاخري باقتطاع دقائق عشر من المحاضرة لمثل هذه المفاجأة (البايخة) حسب تعبيرها ، لم يكترث المحاضر للضجيج وبعد جمع أوراق الإجابة اكمل محاضرته حتي ظن الجميع أنه أغفل التعليق علي هذا الإحتجاج ، ولكن قبل خروجه من القاعة ، صمت قليلاً ثم قال : ( كل هذا الضجيج احتجاجا علي ورقة امتحان قد لا تتعدي درجاته سوي نسبة ضئيلة من هذه المادة ؟؟ فماذا نحن فاعلون تجاه الورقة الكبري التي يمكن ان توزع علي أي منا في أي لحظة ودون سابق انذار ؟؟ 000000 أم أنكم تريدون اشعاراً بالموت ؟؟؟ !!! ) ثم مضي 0
الساعة الآن نفس الساعة في نهار شبيه بذاك النهار الغائظ ، جلسته بنفس الهيئة يده اليسر مستندة الي الطاولة ويمناه الي قائم الكنبة متوجهاً بجسده تجاه النافذة التي لا يفصله عنها سوي المكان الخالي الذي تعودت الجلوس فيه ، يستعيد في ذاكرته كل تفصيلة خططا لها معاً ويقف عند تفصيلة واحدة أغفلاها وعلامة استفهام لا طائل منها00 هل يا تري قد جاءها اشعاراً !!!! أم أنها فعلاً مضت دون سابق إنذار ؟؟؟ 0000!!
!