
الاهداء ... الي آية .. الصغيرة التي ظلمتها بشبهي ... والي آسيا بت الصافي التي تنازلت لي عن بعض جمالها .
تواصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
في الشرفة المطلة علي حديقة المنزل جلست الي جوار أمها التي كانت تطرز عمامة لزوج البنت الغائب علي (الطارة) التي لم تكن تفارق يديها ، جلست تطالع كتاباً (لايزابيل الليندي) وبين الفينة والاخري تراقب ابنتها التي تتقافز في الفناء ، وتلعب جوار السور المنسق باصص الورد و حينما همت لتمنعها بنداء - قد حفظته الصغيرة جيداً - صمتت برهة عادت فيها عقوداً الي الوراء ( لم تصرح لنفسها بعدد سنينهن ) ‘ سبحان الله نفس المشهد ، فهي كانت مولعة باللعب في (الحوش) وظهرها لحائط الجالوص ، وصوت امها - ذلك الرنان الذي كان ملهماً لشاعر الفريق - يناديها (( يا بت ... ما تباري بالحيطة زي غنم السناهير )) واشتمت عبق زمن جميل و تراءت لها المشاهد حية .. ولم يعدها من ذلك الاجترار الشجي الا صوت ابنتها - بنفس تلك النبرة الرنانة والذي سيكون حتماً ملهما لشاعر الجامعة - ينادي (( انتي يا حبوبة ... غنم السناهير ديل شنو )) ، تبادلت النظرات مع أمها و قطعتا الصمت بضحكة رنانة - حتماً ستلهم شعراء ذلك الحي الراقي - ضحكتا حتي التصقت دمعة ضاحكة بدمعة شجن كانت تنتظرها ، وتدليتا معاً ، علي خدها البلور .